الجمعة، 7 نوفمبر 2014

حديث لا يصح منتشر [ وددت أنها في جوف كل إنسان من أمتي - يعني سورة تبارك ]



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقد انتشر بين الناس في برامج التواصل والمنتديات أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في فضل سورة تبارك
[وددت أنها في جوف كل إنسان من أمتي  ]

أقول : وهذا الخبر منكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
فقد رواه الحاكم في المستدرك فقال [2076  ] :
 أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ، بِمَرْوَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  وَدِدْتُ أَنَّهَا فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ - يَعْنِي تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ
ورواه البيهقي في شعب الإيمان [  2277 ]  من طريق حفص وقال بعده : وَفِي رِوَايَةِ التَّرَقُفِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنَّ تَبَارَكَ فِي صَدْرِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ أُمَّتِي .
أقول : وحفص بن عمر العدني ضعيف جداً متروك
قال أبو حاتم : لين الحديث .
 قال النسائي : ليس بثقة .
 قال أبو أحمد بن عدى : و عامة حديثه غير محفوظ ، و أخاف أن يكون ضعيفا كما ذكره النسائي .

 قال ابن حبان : يروى عن مالك و أهل المدينة ، كان ممن يقلب الأسانيد ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد
و قال المروذي : سألت أبا عبد الله عنه ، فقال : لم أكتب عنه .
و قال البرقي ، عن ابن معين : ليس بثقة .
و قال العقيلي : يحدث بالأباطيل .
و قال الآجري ، عن أبى داود : ليس بشيء .
قال : و سمعت ابن معين يقول : كان رجل سوء ، و سمعت أحمد يقول : كان مع حماد في تلك البلايا .
قال الآجري : يعنى حماد البربري ، قال أبو داود : و هو منكر الحديث .
و قال العجلى : يكتب حديثه ، و هو ضعيف الحديث .
و قال الدارقطني : ضعيف ، و في موضع آخر : ليس بقوي في الحديث .
و قال في  العلل  : متروك .
أقول : وقد تابعه إبراهيم بن الحكم بن أبان ولا يفرح بمتابعته فهو متروك أيضاً :
قال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله ـ يعنى أحمد بن حنبل ـ يقول : في سبيل الله دراهم أنفقناها في الذهاب إلى عدن ، إلى إبراهيم بن الحكم بن أبان .
 قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت يحيى بن معين عنه فقال : ليس بشيء ، ليس بثقة .
 سألت أبى عنه فقال : وقت ما رأيناه لم يكن به بأس .
 ثم قال أبى : أظنه كان حديثه يزيد بعدنا ، و لم يحمده .
 قال عباس الدوري و أحمد بن سعيد بن أبى مريم ، عن يحيى : ضعيف .
 زاد ابن أبى مريم : ليس بشيء .
 قال إسحاق بن منصور عن يحيى : لا شيء .
 قال البخاري : سكتوا عنه .
 قال النسائي : ليس بثقة ، و لا يكتب حديثه .
 قال أبو زرعة : ليس بالقوى ، و هو عندي ضعيف .
 قال أبو الفتح الأزدي : متروك الحديث ساقط .
 قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : ساقط .
 قال عبدان الأهوازي : سمعت عباس بن عبد العظيم يقول ـ و ذكرنا له أو ذكر له إبراهيم بن الحكم بن أبان ـ فقال : كانت هذه الأحاديث في كتبه مرسلة ليس فيها ابن عباس و لا أبو هريرة ـ يعنى أحاديث أبيه عن عكرمة ـ .
و قال محمد بن أسد الخشني :هو ضعيف عند أصحابنا ـ
و قال أبو أحمد بن عدى : و بلاؤه ما ذكروه أنه كان يوصل المراسيل عن أبيه .. و عامة ما يرويه لا يتابع عليه . انتهى
قال الدارقطني : ضعيف .
قال الآجري : سألت أبا داود عنه فقال : لا أحدث عنه .
و ذكره الفسوي في باب من يرغب عن الرواية عنهم .
 و قال أيضا : لا يختلفون في ضعفه .
قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوى عندهم .
و قال العقيلي : ليس بشيء و لا بثقة . انتهى

قلت :  ولم أقف على من تابعهما فالخبر ضعيف جداً شبيه الموضوع .
فلا يجوز نشره بين المسلمين إلا لبيان حاله ..
وللفائدة مما صح في فضل سورة الملك  :
قال ابن الضريس في فضائل القرآن [  232 ]:
 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:
 يُؤْتَى الرَّجُلُ فِي قَبْرِهِ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَتَقُولُ رِجْلَاهُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ، قَدْ كَانَ يَقُومُ عَلَيَّ بِسُورَةِ الْمُلْكِ.
قَالَ: فَيُؤْتَى جَوْفُهُ فَيَقُولُ جَوْفُهُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ، قَدْ وَعَى فِي سُورَةِ الْمُلْكِ.
 قَالَ: فَتُؤْتَى رَأْسُهُ فَيَقُولُ لِسَانِهِ لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ، قَدْ كَانَ يَقُومُ فِي بِسُورَةِ الْمُلْكِ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هِيَ الْمَانِعَةُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَهِيَ فِي التَّوْرَاةِ سُورَةُ الْمُلْكِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ .
أقول : وهذا خبر صحيح موقوف على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقد رواه بعض الرواة مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم وهو خطأ , والصواب أنه موقوف له حكم الرفع لأنه أمر غيبي

قال الحافظ الدارقطني في العلل : وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، وَمِسْعَرٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مَوْقُوفًا. وَهُوَ المحفوظ. انتهى
 والله تعالى أعلم ....