الاثنين، 27 أكتوبر 2014

أثر لا يصح منتشر [ آخر خطبة خطبها عثمان : إن الله عزوجل إنما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة ...الخ ]



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فانتشرت هذا الأثر بين الناس في برامج التواصل الاجتماعي والمنتديات  

[ قال عُثْمَانُ بن عفان  رَضِيَ اللَّهُ عنه في آخر خطبة خطبها :
 إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّمَا أَعْطَاكُمُ الدُّنْيَا لِتَطْلُبُوا بِهَا الآخِرَةَ، وَلَمْ يُعْطِكُمُوهَا لِتَرْكَنُوا إِلَيْهَا.
 إِنَّ الدُّنْيَا تفنى، والآخرة تبقى ، فلا تبطرنكم الفانية ، ولا تَشْغَلَنَّكُمْ عَنِ الْبَاقِيَةِ.
 فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى ، فَإِنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ ، وَإِنَّ الْمَصِيرَ إِلَى اللَّهِ اتَّقُوا اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ.
 فَإِنَّ تَقْوَاهُ جُنَّةٌ مِنْ بَأْسِهِ ، وَوَسِيلَةٌ عِنْدَهُ ، وَاحْذَرُوا مِنَ اللَّهِ الْغِيَرَ ، وَالْزَمُوا جَمَاعَتَكُمْ ، لا تَصِيرُوا أَحْزَابًا { وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً } ! ]
كتب بعدها المرسل :  الخطبة في تاريخ الطبري [ 5 / 149 ] وفي البداية والنهاية لابن كثير .انتهى

أقول : وهذا الخبر رواه ابن جرير الطبري في تاريخه - كما قال المرسل – من طريق سيف بن عمر التميمي إخباري متروك متهم  يرويه عنه شعيب بن إبراهيم الكوفي التميمي وهو مجهول لا يعرف
ومن طريقهم رواه ابن أبي الدنيا في عدد من كتبه
وربما تجوز الأئمة في ذكر هذه القصة بسندها لحسن متنها .
 أما أن تذكر بصيغة الجزم بلا تنبيه  وبلا ذكر للسند فهذا أمر لا يجوز خصوصاً مع تلف الإسناد كما ترى
وكذلك ابن كثير في البداية والنهاية ذكر أنها من رواية سيف ولم أقف لها على طريق آخر
لذا لزم التنبيه
والله تعالى أعلى وأعلم .