تخريج قول الشافعي : من لم تعزه التقوى فلا عزة له .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فينتشر بين الناس أن الإمام الشافعي قال :
[ من لم
تعزه التقوى فلا عزة له ]
يذكرونها عنه جازمين بنسبتها إليه خصوصاً
في حسابات الفيسبوك
وبعد طول بحث تبين لي أن الخبر لا يصح عنه
وإليك بيان ذلك
تنبيه : جعلت تعليقي على الإسناد بين
قوسين ( باللون
الأحمر
) تميزاً له .
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق :
كتب إلي أبو القاسم إسماعيل بن إبراهيم بن أبي القاسم
البستي ( شيخ
لابن عساكر لم أجد من ترجم له )
وأخبرني أبو سعد أحمد بن الحاجي بن عمار الواعظ الخوي ( شيخ لابن عساكر لم أجد
من ترجم له ) :
حدثنا
أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني إملاء
( هذا والد من
يسمونه إمام الحرمين ولم أجد من وثقه إنما يمدحه أصحابه من أهل الكلام )
:
أنبأنا
محمد بن الحسين قال ( أبو عبد الرحمن السلمي متهم بالكذب كان يضع الحكايات للصوفية والزهاد )
:
سمعت
محمد بن عبد الله بن شاذان يقول ( شيخ صوفي للسلمي متهم بالكذب أيضاً له ترجمة في ميزان الاعتدال
قال عنه الذهبي التاريخ : ولا تَرْكنُ النَّفْسُ إلى ما يحكيه، فإنّه جريء قليل الحياء، نسأل الله العَفْوَ ) :
قال عنه الذهبي التاريخ : ولا تَرْكنُ النَّفْسُ إلى ما يحكيه، فإنّه جريء قليل الحياء، نسأل الله العَفْوَ ) :
سمعت ابن
أحمد بن عمرو بن مجاشع يقول ( اسمه سلمة وفي أحاديثه مناكير ) :
سمعت
محمد بن أحمد بن وردان يقول ( ثقة له ترجمة في تاريخ الإسلام ) :
سمعت
الربيع بن سليمان يقول :
[
قال عبد الله
بن عبد الحكم للشافعي إن عزمت أن تسكن البلد يعني مصر فليكن لك قوت سنة ومجلس من السلطان
تتعزز به .
فقال له الشافعي :
يا
أبا محمد من
لم تعزه التقوى فلا عز له ولقد ولدت بغزة وربيت بالحجاز وما عندنا قوت ليلة وما بتنا
جياعا قط
] .
فالخبر لا يصح كما ترى فيه متهمان بالكذب هذا إن صح إليهما فقبلهما رجلين لم أجد من ترجم لهما أصلاً , ولم أقف له على طريق آخر
والله أعلم .
ثم أفادني أحد الاخوة وفقه الله أن البيهقي رواه في المناقب الكبير من طريق السلمي به
ثم أفادني أحد الاخوة وفقه الله أن البيهقي رواه في المناقب الكبير من طريق السلمي به
والكلمة لاشيء فيها بل هي جميلة وصحيحة ,
ولكن لا يجزم بصحتها إليه .
والشافعي إمام ألف ابن أبي حاتم في مناقبه
[ مجلد مطبوع ] , وألف البيهقي في مناقبه
[ مجلدين مطبوع أيضا ] وألف غيرهما .
وإن كان كتاب البيهقي روى فيه أخباراً من طريق السلمي وهو متهم لكن جمع فيه أخباراً كثيرة صحيحة .
فكتاب ابن أبي حاتم أصح وأفضل بكثير , وأعلى إسناداً
وله ترجمة زاخرة في تاريخ بغداد , وترجمة زاخرة جداً في حلية الأولياء .
وإن كان كتاب البيهقي روى فيه أخباراً من طريق السلمي وهو متهم لكن جمع فيه أخباراً كثيرة صحيحة .
فكتاب ابن أبي حاتم أصح وأفضل بكثير , وأعلى إسناداً
وله ترجمة زاخرة في تاريخ بغداد , وترجمة زاخرة جداً في حلية الأولياء .
فلا يحتاج هو
للكذب عليه بل الصحيح الذي نقل عنه كثير جداً
والحمد لله رب العالمين