السبت، 2 أغسطس 2014

لا يصح عن الشافعي رحمه الله أنه قال : [ من لم تعزه التقوى فلا عزة له ]



تخريج قول الشافعي : من لم تعزه التقوى فلا عزة له .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد : 

فينتشر بين الناس أن الإمام الشافعي قال : [  من لم  تعزه التقوى فلا عزة له  ]
يذكرونها عنه جازمين بنسبتها إليه خصوصاً في حسابات الفيسبوك  
وبعد طول بحث تبين لي أن الخبر لا يصح عنه وإليك بيان ذلك 

تنبيه : جعلت تعليقي على الإسناد بين قوسين ( باللون الأحمر ) تميزاً له .

قال ابن عساكر في تاريخ دمشق :
 كتب إلي أبو القاسم إسماعيل بن إبراهيم بن أبي القاسم البستي ( شيخ لابن عساكر لم أجد من ترجم له )  
وأخبرني أبو سعد أحمد بن الحاجي  بن عمار الواعظ الخوي ( شيخ لابن عساكر لم أجد من ترجم له )  :
 حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني  إملاء ( هذا والد من يسمونه إمام الحرمين ولم أجد من وثقه إنما يمدحه أصحابه من أهل الكلام  ) :
 أنبأنا محمد بن الحسين قال ( أبو عبد الرحمن السلمي متهم بالكذب كان يضع الحكايات للصوفية والزهاد  ) :
 سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول ( شيخ صوفي للسلمي متهم بالكذب أيضاً له ترجمة في ميزان الاعتدال
قال عنه الذهبي التاريخ :  ولا تَرْكنُ النَّفْسُ إلى ما يحكيه، فإنّه جريء قليل الحياء، نسأل الله العَفْوَ )  :
سمعت ابن  أحمد بن عمرو بن مجاشع يقول ( اسمه سلمة وفي أحاديثه مناكير )  :
 سمعت محمد بن أحمد بن وردان يقول ( ثقة له ترجمة في تاريخ الإسلام  )  :
 سمعت الربيع بن سليمان يقول :
 [ قال عبد الله بن عبد الحكم للشافعي إن عزمت أن تسكن البلد يعني مصر فليكن لك قوت سنة ومجلس من السلطان تتعزز به  .
فقال له الشافعي :
 يا أبا محمد من لم تعزه التقوى فلا عز له ولقد ولدت بغزة وربيت بالحجاز وما عندنا قوت ليلة وما بتنا جياعا قط  ] .

فالخبر لا يصح كما ترى  فيه متهمان بالكذب هذا إن صح إليهما فقبلهما رجلين لم أجد من ترجم لهما أصلاً , ولم أقف له على طريق آخر والله  أعلم .

ثم أفادني أحد الاخوة وفقه الله  أن البيهقي رواه في المناقب الكبير من طريق السلمي به  

والكلمة لاشيء فيها بل هي جميلة وصحيحة , ولكن لا يجزم بصحتها إليه .

والشافعي إمام ألف ابن أبي حاتم في مناقبه [ مجلد مطبوع ]  , وألف البيهقي في مناقبه [ مجلدين مطبوع أيضا ]  وألف غيرهما .
وإن كان كتاب البيهقي روى فيه أخباراً من طريق السلمي وهو متهم لكن جمع فيه أخباراً كثيرة صحيحة  .
فكتاب ابن أبي حاتم أصح وأفضل  بكثير , وأعلى إسناداً
 وله ترجمة زاخرة في تاريخ بغداد , وترجمة زاخرة جداً في حلية الأولياء .
 فلا يحتاج هو للكذب عليه بل الصحيح الذي نقل عنه كثير جداً



والحمد لله رب العالمين