الثلاثاء، 11 فبراير 2014

رسالة باطلة منتشرة في أن رجلا حلف أن لا يكلم إمراته إلى حين وسأل الخلفاء الأربعة !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد : 

فقد انتشرت هذه الرسالة بين الناس حتى أخبرني بعض الناس أنه سمع خطيباً يقولها في خطبة الجمعة ! وهي كالآتي :

يروى أنه في يوم من الأيام في عهد الرسول الكريم في المدينة المنورة, نشأ خلاف بين رجل من الناس و زوجته إنتهي به الحال أنه قال لها:
و الله لا أكلمك حتى حين.

و بعد أن راجع نفسه وجد أنه أدخل نفسه في أمر لا يعلمه
فهو لا يعلم قدر الحين, فذهب ليسأل من هو أعلم منه,

و إذا به يلقى في الطريق سيدنا أبو بكر, فقص عليه الحادثة و سأله عن الحين و عن المدة,
فأجابه سيدنا أبو بكر: إذن لا تكلمها بقية الدهر الى قيام الساعة,
و أستند في إستشهاده بالآية الكريمة
[ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ]
و الحين هنا في هذه الآية هو الى الموت و قيام الساعة

و أكمل سيره و إذا به يلقى سيدنا عمر, فحادثه بالمثل و سأله الاجابة,
فقال سيدنا عمر: إذن لا تكلمها أربعين عاما,
و إستند في إستشهاده بالآية الكريمة
[ هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ]
و الحين هنا هو قبل نفخ الروح في سيدنا آدم بعد خلقه و هي أربعون عاما

و واصل الرجل سيره و إذا به يلقى سيدنا عثمان, فحادثه بالمثل و سأله الاجابة,
فقال سيدنا عثمان: إذن لا تكلمها سته أشهر
و إستند في إستشهاده بالآية الكريمة:
[ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ( 24 ) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ]
و الحين هنا هو ستة أشهر من وقت الزرع لحصد الثمر,

و واصل الرجل سيره و إذا به يلقى سيدنا علي, فحادثه بالمثل و سأله الآجابة:
فقال الامام: إذن لا تكلمها حتى نهاية اليوم و غروب الشمس عشية
و إستند في إستشهاده بالآية الكريمة:
[ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ]
و الحين هنا هو من الصباح للعشية, أي من إبتداء الرعي صباحا للعودة عشيا

فإحتار الرجل بين الآربع إجابات و و اصل سيره الى رسول الله صلى الله عليه و سلم,
و لما لقيه حدثه بكامل الحادثة و بالاجابات التى سمعها من الصحابة رضي الله عنهم

فتبسم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم و قال له:

كلهم على صواب فأصحابي كالنجوم, بأيهم إقتديتم إهتديتم
و لكن خذ برأى علي فهو أرحمهم . انتهت الرسالة 
ووجدتها في بعض المواقع بصيغ مختلفة وكلها مقاربة  .

وأقول : هذه القصة محض كذب واختلاق لا وجود لها في كتب أهل الحديث  وعلامات الوضع ظاهرة عليها 

إنما ذكرها بعض المتأخرين كالآلوسي في تفسيره مختصرة ونبه أنها لا تصح

والحقيقة أنه لا وجود له أصلاوليس الأمر في الصحة وعدمها 

ولا يعتمد على مثل هذا في نسبة الأخبار للنبي صلى الله عليه وسلم.

فلا يجوز نشر مثل هذا الخبر ولا التحديث به إلا لبيان ضعفه 

وحديث أصحابي كالنجوم لا يصح أيضاً  كما نبه عليه غير واحد من الحفاظ منهم الإمام أحمد كما في المنتخب من علل الخلال

هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم