الثلاثاء، 28 يناير 2014

قصة باطلة منتشرة [ مبيت الإمام الشافعي في بيت الإمام أحمد ! ]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد : 

                          
فمن القصص المشهورة جداً هذه الأيام قصة مبيت الشافعي عند الإمام أحمد ، قد تعددت فيها الروايات ، وإليك أنموذجاً


عندما بات الإمام الشافعي عند الإمام أحمد بن حنبل

ماذا قال له

قال الإمام أحمد بن حنبل يا إمام ابنتي لاحظت عليك ثلاثه أمور

قال له ما هي يا أبا عبدالله

قال تلميذ ابن حنبل

1- أكلت كثيرا

2- لم تصل ركعتين في جوف الليل

3-صليت الفجر بغير وضوء

هذه الثلاثه أمور

يا له من عجب اخوتي اخواتي مابالنا في هذه الأيام إذا سألت هذه الأسئلة

ماذا يحدث ؟
لعلنا نعي جميعا الإمام ابن حنبل يسأله كي يستفاد من شيخة

لعل في هذه الأمور شيئ مبهم

الله يا إمام

رد الشافعي فقال

1- أكلت كثيرا فطعامكم حلال وفيه شفاء

2- أطفأت النور وأغلقت الباب فلم يراني أحد عندما كنت أصلي في جوف الليل

3- صليت الفجر بصلاة العشاء 

وهذا نموذج آخر ! :


الإمام الشافعي غنى عن التعريف ما حدث له مع ابنة الإمام أحمد بن حنبل عندما ذهب لزيارة الامام احمد بن حنبل وبات عندهم ليلة وتركوا له الماء ووجدوا في الصباح الماء كما هو وسألها أبوها: ما رأيك في الشافعي؟ فقالت له : فيه ثلاث خصال ليست في الصالحين لم يقم الليل وصلى الفجر بدون وضوء وملأ بطنه من الطعام قال لها والدها : إذا عُرف السبب بطل العجب وعلينا أن نسأل الإمام الشافعي في ذلك فقال لهم عندما سألوه : في هذه الليلة أكرمني الله وحللت مائة مسألة كللها- تهم المسلمين فهل حل المائة مسألة أفضل ؟ أم صلاة ألف ركعة ؟ قال : والفجر صليته بدون وضوء لأني منذ صليت العشاء وأنا متوضأ ولم أنم فقيامه : أن يجلس بين يدي المتفضل يطلب العلم والفضل من الله ويستمطر كنوز المعرفة من الله



وهذه القصة باطلة تاريخياً ، إذ لم يدرك أحد من أبناء الإمام أحمد الإمام الشافعي

فإن الشافعي توفي في مصر عام 204

وأحمد ولد عام 164

ولم يتزوج أحمد إلا بعد الأربعين من عمره يعني بعد عام ( 204) الذي توفي فيه الشافعي ، وعليه فلم يدرك ابنه الأكبر صالح الإمام الشافعي فضلاً عن ابنته الصغيرة

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/187) :" قَالَ الخَلاَّلُ: أَخْبَرَنَا المَرُّوْذِيُّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَا تَزَوَّجتُ إِلاَّ بَعْدَ الأَرْبَعِيْنَ"


فتبين بطلان القصة تاريخياً .

 وبعضهم يذكر كمحمد العريفي أن الشافعي سهر في استنباط فوائد حديث ( يا أبا عمير ما النقير )
 والذي استنبط فوائد كثيرة من حديث يا أبا عمير ما فعل النقير هو أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري المعروف بابن القاص الفقيه الشافعي ( وليس الشافعي نفسه ) !