حول رسالة منتشرة عن قول: (الحمدُ للّه) قـبـل
الأكـل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى
آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقد انتشرت رسالة عبر مواقع وبرامج التواصل
الاجتماعي
وما جاء فيها :
* سُنَّةٌ مَهجُورةٌ
*
* قولُ: "
الحمدُ للّه " قـبـل الأكـل ! *
* عن أبي هُريرة
-رضي اللّه عنه- قال: « أَعطَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم القِدح فحمد
اللّه وسَمَّى ».
رواه
البخاري (6087 كتاب الرقاق )*
* قال الشيخ ابن
عثيمين -رحمه اللّه- :« ومن فوائد الحمد: أنَّ الإنسانَ إذا ابتدأ الشّيءَ بحمدِ
اللّهِ فإنَّ اللّهَ تعالى يَجعلُ فـيهِ الـبـركـةَ !
[«شرح رياض الصالحين ٥/٤٦٢»] انتهى*
قلنا : قد اختصر
صاحب هذه الرسالة حديث أبي هريرة رضي الله عنه اختصارًا مخلًا:
وإليك الرواية كاملة:
روى البخاري في "صحيحه" (6452) من طريق
مجاهد، أن أبا هريرة، رضي الله عنه كان يقول: ألله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع،
وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون
منه، فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم
يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر فلم
يفعل، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فتبسم حين رآني، وعرف ما في نفسي
وما في وجهي، ثم قال: «يا أبا هر» قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «الحق» ومضى
فتبعته، فدخل، فاستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبنا في قدح، فقال: «من أين هذا
اللبن؟» قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال: «أبا هر» قلت: لبيك يا رسول الله،
قال: «الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي» قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون إلى
أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا، وإذا
أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن
في أهل الصفة، كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني،
فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة
رسوله صلى الله عليه وسلم بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا، فاستأذنوا فأذن لهم،
وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: «يا أبا هر» قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «خذ
فأعطهم» قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح،
فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح،
حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه
على يده، فنظر إلي فتبسم، فقال: «أبا هر» قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «بقيت أنا
وأنت» قلت: صدقت يا رسول الله، قال: «اقعد فاشرب» فقعدت فشربت، فقال: «اشرب»
فشربت، فما زال يقول: «اشرب» حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكا، قال:
«فأرني» فأعطيته القدح، فحمد الله
وسمى وشرب الفضلة .
فالحمد هنا لوقوع البركة في اللبن وكيف أن
الصحابة شربوا منه حتى ارتووا على قلته.
قال ابن حجر في "شرحه على البخاري"
(11/294) قَوْلُهُ : (فَحَمِدَ اللَّهَ وَسَمَّى) ؛ أَيْ حَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا
مَنَّ بِهِ مِنَ الْبَرَكَةِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي اللَّبَنِ الْمَذْكُورِ مَعَ
قِلَّتِهِ حَتَّى رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَأَفْضَلُوا .انتهى
وهذا قول عامة الشراح
ثم إن ابن عثيمين الذي نقل كلامه صاحب الرسالة نص
على نحو هذا الكلام:
قال في شرحه للحديث من "شرح صحيح
البخاري" (5/334) : و هذا الحمد ليس حمدًا
على شربه ، بل هو حمد لما حصل من البركة لهذا اللبن ،حيث أروى أهل الصفة و
أبا هريرة -رضي الله عنه- ،و ذلك أن الحمد على الأكل أو الشرب إنما يكون بعده. انتهى
فالمرسل اختصر الحديث اختصارا مخلا !
ثم اقتطع من كلام الشيخ ما يعضد فهمه !
ولا نعلم أحدا من فقهاء الإسلام نص على سنة الحمد
قبل الأكل !
لذا لزم التنبيه ...
والحمد لله رب العالمين....
إخوانكم
https://t.me/latnshor