الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فانتشر هذا الأثر بين الناس في برامج التواصل الاجتماعي والمنتديات :
[جاء
رجل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: يا إمام لقد اشتريت داراً،
وأرجو أن تكتب لي عقد شرائها بيدك
فنظر علي رضي الله عنه إليه بعينِ الحكمة
فوجد الدنيا قد تربَّعت على عرش قلبه وملكت عليه أقطار نفسه
فكتب قائلاً يريد أن يُذِكّره بالدار
الباقية
كتب بعدما حمد الله وأثنى عليه، أما
بعد: فقد اشترى ميت من ميت داراً في بلد المذنبين، وسكَّةِ الغافلين
لها أربعة حدود، الحدُّ الأول ينتهي
إلى الموت، والثاني ينتهي إلى القبر، والثالث ينتهي إلى الحساب، والرابع ينتهي إما
إلى الجنة وإما إلى النار
فبكى الرجل بكاءً مُرًّا، وعلم أنَّ
أمير المؤمنين أراد أن يكشف الحُجَبَ الكثيفة عن قلبه الغافل فقال: يا أمير المؤمنين
أُشهد الله أني قد تصدَّقت بداري على أبناء السبيل
فقال له علي رضي الله عنه هذه القصيدة
العصماء التي مطلعها: النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت **** أنَّ السعادة فيها ترك
ما فيها
! ]
قلنا
: وهذا الأثر
لا أصل له ولا إسناد , ووجدت عدداً من
الباحثين لم يقفوا له على أصل
والأبيات ذكرها بعض أهل الأدب والأسمار بلا نسبة
ونسبها صاحب بغية الطلب في تاريخ حلب
وابن عساكر في تاريخه لسابق البربري الزاهد
ونسبها ابن أبي الدنيا لعبيد الله بن الحسن
ووجدناها في بعض مواقع الرافضة وكتاباتهم وهم بيت الكذب ورأسه في الدنيا
ورواياتهم وكلامهم ريح لا شيء
فلا يجوز نشر مثل هذا الأثر منسوباً لعلي رضي الله عنه بين المسلمين والحال هذه .
والله الموفق ...