الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فانتشرت هذه القصة بين الناس في مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي والمنتديات
ونشرها الدكتور محمد العريفي في كتابه استمتع بحياتك :
[
في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم كان صحابة رسول الله والتابعين يتسابقون لفعل
الخير ومساعدة المحتاج ونصرة المظلوم وكان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب من أشد المتنافسين
على هذه الأعمال العظيمة التي يلقى صاحبها الخير الكبير والثواب الكثير في الدنيا والآخرة
..
وقعت أحداث هذه القصة في عهد خلافة أبو بكر الصديق وعندها كان عمر بن الخطاب
يراقب ما يفعله أبو بكر الصديق ويأتي بضعف ما يفعل حتى ينال الخير ويسبقه إلى أعلى
مراتب الجنة ..
في أحد الأيام كان عمر يراقب أبو بكر الصديق في وقت الفجر وشد انتباهه أن أبا
بكر يخرج إلى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويمر بكوخ صغير ويدخل به لساعات ثم ينصرف
لبيته ... وهو لا يعلم ما بداخل البيت ولا يدري ما يفعله أبو بكر الصديق داخل هذا البيت
لأن عمر يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق من خير إلا ما كان من أمر هذا البيت الذي
لا يعلم عمر سره !!
مرت الأيام ومازال خليفة المؤمنين أبا بكر الصديق يزور هذا البيت ومازال عمر
لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله إلى أن قرر عمر بن الخطاب دخول البيت بعد خروج أبو
بكر منه ليشاهد بعينه ما بداخله وليعرف ماذا يفعل فيه الصديق بعد صلاة الفجر !!
حينما دخل عمر في هذا الكوخ الصغير وجد سيدة عجوز لا تقوى على الحراك كما أنها
عمياء العينين ولم يجد شيئا آخر في هذا البيت فاستغرب ابن الخطاب مما شاهد؟؟!! وأراد
أن يعرف ما سر علاقة الصديق بهذه العجوز العمياء ؟!؟
سأل عمر العجوز : ماذا يفعل هذا الرجل عندكم ؟ (يقصد أبو بكر الصديق)
فأجابت العجوز وقالت : والله لا أعلم يا بني فهذا الرجل يأتي كل صباح وينظف
لي البيت ويكنسه ومن ثم يعد لي الطعام وينصرف دون أن يكلمني !!؟؟
جثم عمر ابن الخطاب على ركبتيه واجهشت عيناه بالدموع وقال عبارته المشهورة
:
(لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا
بكر)!
]
قلنا
: وهذه القصة
بهذا التمام والسياق كذب لا أصل ولم يذكره أحد من المصنفين
إنما روى ابن عساكر بإسناد ضعيف جداً مرسلا
فقال [ أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب حدثني الحسن بن علي بن محمد الواعظ نا أبو نصر إسحاق بن أحمد بن شبيب البخاري نا أبو الحسن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن سائح بن قوامة ببخارا أنا جبريل بن مجاع الكمشاني بها نا قتيبة نا رشدين عن الحجاج بن شداد المرادي عن أبي صالح الغفاري أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزا كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل فيستقي لها ويقوم بأمرها فكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها فرصده عمر فإذا هو بأبي بكر الصديق الذي يأتيها وهو يومئذ خليفة فقال عمر أنت هو لعمري
] فقط من غير تلك الزيادات الكثيرة التي لا أصل لها
وبمقارنة بسيطة بين السياقين تجد الفرق الكبير بينهما
وهذه هي القصة بدون الزيادات الدرامية التي يزيدها بعضهم
وهي مع هذا ضعيفة جداً جبريل هذا مجهول عين ورشدين متروك والحجاج مجهول وأبو صالح الغفاري لم يدرك الصديق ولا الفاروق فالسند مظلم
] فقط من غير تلك الزيادات الكثيرة التي لا أصل لها
وبمقارنة بسيطة بين السياقين تجد الفرق الكبير بينهما
وهذه هي القصة بدون الزيادات الدرامية التي يزيدها بعضهم
وهي مع هذا ضعيفة جداً جبريل هذا مجهول عين ورشدين متروك والحجاج مجهول وأبو صالح الغفاري لم يدرك الصديق ولا الفاروق فالسند مظلم
ولهذه النتيجة توصل عدد من الباحثين ومنهم الدكتور العطاوي في تعليقه على
كتاب استمتع بحياتك وهو كما قالوا بلا شك
لذا وجب التنبيه...