الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فانتشر بين الناس انتشاراً عظيماً هذا الأثر عن عمر بن الخطاب :
[ قال عمر بن الخطاب (رضي
الله عنه) : بطون المسلمين أولى من أن أكسو الكعبة بالحرير
] .
وبعضهم يذكره بلفظ آخر
وهو أن عمر قيل له ( ألا تكسو الكعبة ) فقال : بطون المسلمين أولى
ولا أدري ما سبب كلف
الناس بالكذب على عمر بن الخطاب !
فما أكثر الآثار التي تنتشر عنه وتكون كذباً أو لا
أصل لها وإنا لله وإنا إليه راجعون .
وهذا الأثر منها والله
المستعان، والأثر متنه منكر إذ أن كساء الكعبة بالحرير غير وارد أبداً سواءً شبع
الناس أو لم يشبعوا.
وإنا الوارد معناه عن عمر بن عبد العزيز لا عمر
بن الخطاب :
قال أبو نعيم في الحلية [ 5 / 306 ] : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنِي
مُبَشِّرٌ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ قَالَ:
كَتَبَتِ الْحَجَبَةُ إِلَى
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَأْمُرُ لِلْبَيْتِ بِكِسْوَةٍ كَمَا يَفْعَلُ مَنْ
كَانَ قَبْلَهُ.
فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ: إِنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَجْعَلَ
ذَلِكَ فِي أَكْبَادٍ جَائِعَةٍ فَإِنَّهُمْ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنَ الْبَيْتِ .
وهذا إسناد محتمل نوفل لم يوثقه أحد لكن ذكر أنه
صحب عمر بن العزيز وروى عنه جمع من الحفاظ منهم الليث بن سعد
وهو مطلق كسوة الكعبة لا الحرير أو نوع معين من
الكسوة كما نشر
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين