السبت، 14 يونيو 2014

قصة منتشرة جداً عن عمر رضي الله عنه لم نقف لها على أصل مسند ( لقد عققت ابنك قبل أن يعقك ) !

قصة منتشرة جداً عن عمر رضي الله عنه لم نقف لها على أصل مسند ( لقد عققت ابنك قبل أن يعقك ) !


إن مما يحزن طالب العلم والمسلم الصادق في أي مكان انتشار مثل هذه الأمور التي لا أصل لها بين المسلمين انتشار النار في الهشيم

مع غياب آثار صحيحة جداً أو محتملة لا يكاد يعرفها كبير أحد

فمن ذلك [ قصة عمر مع الرجل الذي اشتكى ابنه فجاء بالابن فقال الابن : فقال اختار لي أماً سيئة ولم يعلمني حرفاً من القرآن وسماني جعل أو جعلان فقال عمر للرجل : لقد عققت ابنك قبل أن يعقك ]

وبعضهم يزيد في القصة جداً ويطولها بسياق طويل غريب وبعضهم يزيد في متنها أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم موضوعة !

وبعضهم يقول كانت أمه مشهورة بالزنا !

وهذا الكلام كله مختصره ومطوله لا أصل ولم يذكره أحد من أهل الكتب عن عمر أبداُ ولم نقف على شيء ووجدنا عددا من الباحثين لم يقفوا لها على أصل مسند

ولا حتى في كتب الكذب والموضوعات فتأمل

ومن باب أن هذه القصة منتشرة فلنذكر الآن من ذكرها من الدعاة والوعاظ

1- كشك القاص المشهور

2- عمر عبد الكافي

3- علي بن نايف الشحود

4- حسن أبو الأشبال

5- دكتور عائض القرني

6- الشقيري صاحب خواطر

7- عبد الله بن ناصح العلوان كتاب في التربية

8- موسى الأسود صحفي جريدة القبس الكويتية مقال مستقل مبني على هذه القصة

9-  دكتور بدر هميسة مقال صيد الفوائد

10 - دكتور محمد راتب النابلسي موسوعته

11- محمد إسماعيل المقدم

12 - علي بادحدح

وغيرهم كثير جداً بل لا تكاد تسأل عنها مسلم إلا ويعرف القصة وكأنها مخرجة في الصحيحين ! والله المستعان
وهؤلاء المذكورون ليسوا شيئاً واحداً فبعضهم يتحرى الصحيح والثابت ولكن تروج عليه بعض المشهورات

وبعضهم لا يتحرى والله المستعان ! ومن أشدهم علينا بعد سنوات من البحث والتحري

- كشك
- عمر عبد الكافي

فهذان بالذات ورد لنا عنهما من خلال مقاطع ومحاضرات شيء [ لا يحصى ] من الأكاذيب التي لا أصل لها

 ولو أفنيت عمراً في تتبعه ما نظنك تبلغ مرادك !

والقصة ذكرها أبو الليث السمرقندي توفي في القرن الربع [ بعد عمر ب 400 سنة ] بلا إسناد ومختصرة جداً
قال ويروى عن عمر فذكر هذا المعنى ! في كتابه تنبيه الغافلين !
وهو صاحب رأي ليس من أهل الحديث والاسناد

والمؤلف قال عنه الذهبي :[  تَرُوجُ عَلَيْهِ الأَحَادِيثُ الموضُوعَةُ ].
وقال الذهبي : وفي كتابه [  تنبيه الغافلين موضوعات كثيرة ] .

فانظر يا رعاك الله قصة مذكورة في كتاب بلا إسناد ! وكتاب مليء بالكذب ! وتنتشر بين هؤلاء جميعاً وغيرهم مئات ! بلا تنبيه

وتخيل أخي المسلم أن هذا الكتاب حذر منه ثلة من المشيخة المعاصرين  مثل ابن باز وابن عثمين والفوزان وغيرهم !

فإنا لله وإنا إليه راجعون !

وهنا تنبيهات :
-     ليس في القصة أن عمر حكى شيئاً عن النبي صلى الله عليه وسلم كما زعم عمر عبد الكافي وكشك
-     وليس في القصة أن عمر ضربه
-     وليس في القصة أن أمه زانية كما زعم حسن أبو الأشبال فقال في رواية سيئة وفي رواية زانية !! وليس في رواية شيء من ذلك إذ لا رواية أصلا !
-     وليس فيها أنه قال له ما علمته شيئاً من السُنة !
-     ولم يرد في الرواية – التي لا أصل لها – أي شي من هذه الزيادات أبداً ولا نعلم حتى الساعة من أين أتوا بها !

https://t.me/latnshor