الخميس، 8 مايو 2014

قصة مكذوبة عن علي [ أنه كتب لرجل عقد شراء بيت وفيها أبيات مطلعها : النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ...]



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
انتشرت رسالة مكذوبة لا أصل لها  بين الناس  وهي كالآتي

[ ​​​ذهب رجل إلى سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ليكتب له عقد بيت،
فنظر الإمام رضي الله عنه إلى الرجل
فوجد أن الدنيا متربعة على قلبه
فكتب
اشترى ميت من ميت بيتاً
في دار المذنبين له أربعة حدود
الحد الأول يؤدي إلى الموت
والحد الثاني يؤدي إلى القبر
والحد الثالث يؤدي إلى الحساب
والحد الرابع يؤدي إما للجنة وإما للنار
فقال الرجل للإمام علي رضي الله عنه
ما هذا .. جئت لتكتب لي عقد بيت،
فكتبت لي عقد مقبرة
فقال له سيدنا الإمام علي
رضي الله عنه
النفـس تبكـي على الدنيـا وقد علمـت
أن السـعادة فيـها ترك ما فيـــها
لا دار للـمرء بعــد المـوت يسكنـها
إلا التي كان قبل المـوت بانيـــها
فإن بنـاها بخـير طـاب مسـكـنه
وإن بنـاهـا بشــــر خـــاب بانيـــــها
أمــوالنـا لــذوي المـيراث نجــمعها
ودورنـا لخــراب الــدهر نبنيــها
أين المـــلوك التــي كانــت مســلطنــة
حتى ســقاها بكـأس المـوت ساقـيـها
فـــكم مـــدائن فــي الآفـــاق قد بنيت
أمست خــرابا وأفنــى المــوت أهليــها
لا تــركـنن إلـى الــدنيـا ومـــا فيــها
فالـمــوت لاشــــك يفـنيـنا ويفـنيـــها
لكــــل نفــس وإن كــانــت علـى وجـل
مــن الـمـنـية آمـــــال تقـــويــــها
الــمرء يبـسطها والــدهر يقبضـــها
والنفـس تنشرهــا والمـوت يطويـها
إن المـــكارم أخــلاق مطــهــرة
الديـــن أولــــهـــــا والعــقــــل ثانيـــــها
والعـــلم ثـــالثـــها والحلم رابعها
والجود خامسها والفــضل سادســــها
والبــر ســـــابـعهـا والشـكـر ثامنها
والصبر تاسعــهـا والليــن باقيـــها
والنــفــس تعـلــــم أنـي لا أصـادقــها
ولسـت أرشــد إلا حين أعصيــــــها
واعمــل لـــــدار غد رضــــوان خازنها
والجار أحمــد والرحمن ناشيــها
قصــورها ذهــب والمسك طيــنتـها
والزعفــران ربيـــــــع نابــت فيـــــها
أنــــهارها لبــن محض ومن عـســـل
والخمر يجري رحيقــا في مجاريها
والـــطيـر تجــري على الأغصان عاكـــفة
تسبــح الله جهراً في مغـــانيهـــا
مـن يشـتري الدار في الفــردوس يعمرها
بــركعة في ظــلام الليــل يحييهــــا
فقال الرجل لسيدنا الإمام علي
رضي الله عنهاكتب أنني وهبتها لله ورسوله] انتهى وبعضهم يزيد فيها وينقص
وهذا كذب لا أصل له ولا وجود ولم يكن الناس يكتبون ما يسمى بعقد بيع البيت آنذاك
مما يدل على نكارة وكذب هذه الحكاية
وكذلك الأبيات لم أقف على من أسندها عن علي رضي الله عنه ووجدت من نسبها لعلي زين العابدين ومن نسبها لابن المبارك وبعضهم يقول قال بعض الحكماء
وقد نسب الراغب الأصبهاني في محاضرات الأدباء  مطلعها  إلى سابق البربري الزاهد الذي عاش في زمن عمر بن عبد العزيز
والمهم : أني لم أقف على شيء يثبت صحة هذه الأبيات عن علي رضي الله عنه
 أما القصة فلا أصل لها ولا وجود إلا بين الناس في هذه الأزمان خصوصاً القصاصين ودعاة الشاشات والمنشدين الذي يرددونها ويتغنون بها جازمين بنسبتها لعلي وكأنها في صحيح البخاري !!
 ولم أقف عليها في أي كتاب من الكتب المتقدمة ولا نحوها
فلا يجوز نشر هذه القصة  بين المسلمين إلا لبيان أنها مكذوبة على علي رضي الله عنه وأرضاه


هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم