السبت، 24 مايو 2014

أثر مكذوب عن الفاروق عمر : [ عجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله , وعجبت لمن نسي الموت ... الخ ]



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فينتشر بين الناس هذا الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه  
[ ​​​ عجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله.

وعجبت لمن نسي الموت ، وهو يرى الموتى.
 وعجبت لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى.
 وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء.
 وعجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة ويكون غدا جيفة ]  انتهى 

وهذا الأثر كذب على عمر لا وجود له عنه , ولا أصل .
 إنما ذكره صاحب نهج البلاغة عن علي 
وهذا الكتاب مليء بالكذب والأباطيل المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه .

قال شيخ الإسلام رحمه الله [منهاج السنة 7 / 86 ] :  [ وَإِنَّمَا يُوجَدُ مِثْلُ هَذَا فِي كِتَابِ ( نَهْجِ الْبَلَاغَةِ ) وَأَمْثَالِهِ، وَأَهْلُ الْعِلْمِ يَعْلَمُونَ أَنَّ أَكْثَرَ خُطَبِ هَذَا الْكِتَابِ مُفْتَرَاةٌ عَلَى عَلِيٍّ، وَلِهَذَا لَا يُوجَدُ غَالِبُهَا فِي كِتَابٍ مُتَقَدِّمٍ، وَلَا لَهَا إِسْنَادٌ مَعْرُوفٌ. فَهَذَا الَّذِي نَقَلَهَا مِنْ أَيْنَ نَقَلَهَا؟ ]

وقال شيخ الإسلام رحمه الله  [ منهاج السنة 8 / 55 ] : [ أَكْثَرُ الْخُطَبِ الَّتِي يَنْقُلُهَا صَاحِبُ ( نَهْجِ الْبَلَاغَةِ ) كَذِبٌ عَلَى عَلِيٍّ، وَعَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَجَلُّ وَأَعْلَى قَدْرًا مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِذَلِكَ الْكَلَامِ، وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ وَضَعُوا أَكَاذِيبَ وَظَنُّوا أَنَّهَا مَدْحٌ، فَلَا هِيَ صِدْقٌ وَلَا هِيَ مَدْحٌ ]

وقال شيخ الإسلام : [ منهاج السنة 8 / 55  وما بعدها ] : [ صَاحِبَ ( نَهْجِ الْبَلَاغَةِ ) وَأَمْثَالَهُ أَخَذُوا كَثِيرًا مِنْ كَلَامِ النَّاسِ فَجَعَلُوهُ مِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ.
 وَمِنْهُ مَا يُحْكَى عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ تَكَلَّمَ بِهِ، وَمِنْهُ مَا هُوَ كَلَامٌ حَقٌّ يَلِيقُ بِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، وَلَكِنْ هُوَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ مِنْ كَلَامِ غَيْرِهِ.
وَلِهَذَا يُوجَدُ فِي كَلَامِ ( الْبَيَانِ وَالتَّبْيِينِ ) لِلْجَاحِظِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْكُتُبِ كَلَامٌ مَنْقُولٌ عَنْ غَيْرِ عَلِيٍّ ، وَصَاحِبُ ( نَهْجِ الْبَلَاغَةِ ) يَجْعَلُهُ عَنْ عَلِيٍّ.
وَهَذِهِ الْخُطَبُ الْمَنْقُولَةُ فِي كِتَابِ ( نَهْجِ الْبَلَاغَةِ ) لَوْ كَانَتْ كُلُّهَا عَنْ عَلِيٍّ مِنْ كَلَامِهِ ; لَكَانَتْ مَوْجُودَةً قَبْلَ هَذَا الْمُصَنَّفِ، مَنْقُولَةً عَنْ عَلِيٍّ بِالْأَسَانِيدِ وَبِغَيْرِهَا.
 فَإِذَا عَرَفَ مَنْ لَهُ خِبْرَةٌ بِالْمَنْقُولَاتِ أَنَّ كَثِيرًا مِنْهَا - بَلْ أَكْثَرَهَا - لَا يُعْرَفُ قَبْلَ هَذَا ، عُلِمَ أَنَّ هَذَا كَذِبٌ.
 وَإِلَّا فَلْيُبَيِّنِ النَّاقِلُ لَهَا فِي أَيِّ كِتَابٍ ذُكِرَ ذَلِكَ ؟ وَمَنِ الَّذِي نَقَلَهُ عَنْ عَلِيٍّ ؟ وَمَا إِسْنَادُهُ ؟
 وَإِلَّا فَالدَّعْوَى الْمُجَرَّدَةُ لَا يَعْجِزُ عَنْهَا أَحَدٌ.
وَمَنْ كَانَ لَهُ خِبْرَةٌ بِمَعْرِفَةِ طَرِيقَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ ، وَمَعْرِفَةِ الْآثَارِ وَالْمَنْقُولِ بِالْأَسَانِيدِ ، وَتَبَيُّنِ صِدْقِهَا مِنْ كَذِبِهَا ، عَلِمَ أَنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَنْقُلُونَ مِثْلَ هَذَا عَنْ عَلِيٍّ مِنْ أَبْعَدِ النَّاسِ عَنِ الْمَنْقُولَاتِ ، وَالتَّمْيِيزِ بَيْنَ صِدْقِهَا وَكَذِبِهَا. ]

فهذا الخبر كذب على عمر وعلي رضي الله عنهم , ولا يجوز نشره بين الناس منسوباً لهما إلا لبيان أنه كذب , وإن كان المتن حسناً

 هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم