الثلاثاء، 29 أبريل 2014

قصة مكذوبة منتشرة [ في الوفاء وفيها خفت أن يضيع العهد -الوفاء - العفو - بين الناس ] بين عمر وأبي ذر !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فينشر بعض الناس هذه الحكاية في مواقع التواصل الإجتماعي وهي كالآتي

[حدث في عهد عمر بن الخطاب

جاء أشخاص ممسكين بشاب

وقالوا: يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا

قال عمر بن الخطاب: لماذا قتلته؟

قال الرجل : إني راعى ابل وأعز جمالي أكل شجره من أرض أبوهم فضربه أبوهم بحجر فمات فامسكت نفس الحجر وضربته به فمات

قال عمر بن الخطاب : إذا سأقيم عليك الحد

قال الرجل : أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزاً أنا وأخي الصغير فإذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من بعدي

فقال عمر بن الخطاب: ومن يضمنك

فنظر الرجل في وجوه الناس فقال : هذا الرجل

فقال عمر بن الخطاب : يا أبا ذر هل تضمن هذا الرجل فقال أبو ذر : نعم يا أمير المؤمنين

فقال عمر بن الخطاب : إنك لا تعرفه وأن هرب أقمت عليك الحد

فقال أبو ذر أنا أضمنه يا أمير المؤمنين
ورحل الرجل ومر اليوم الأول والثاني والثالث وكل الناس كانت قلقله على أبو ذر حتى لا يقام عليه الحد وقبل صلاة المغرب بقليل جاء الرجل وهو يلهث وقد أشتد عليه التعب والإرهاق ووقف بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

قال الرجل : لقد سلمت الكنز وأخي لأخواله وأنا تحت يدك لتقيم علي الحد
فاستغرب عمر بن الخطاب وقال : ما الذي أرجعك كان ممكن أن تهرب ؟؟

فقال الرجل : خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس

فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟

فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
فتأثر أولاد القتيل

فقالوا لقد عفونا عنه

فقال عمر بن الخطاب : لماذا ؟

فقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس ] انتهى
وهذه القصة كذب لا أصل لها ذكرها رجل متأخر بينه وبين الصحابة ثمانية قرون ! ولم أقف على من ذكرها غيره
وهي قصة مشهورة عند أهل الأدب تروى بسياقات مختلفة عن بعض الأعراب ويذكرها بعضهم عن بعض حكماء الهنود
الخلاصة :  أنها بهذه التفاصيل وذكر الصحابة مكذوبة موضوعة لا أصل لها بلا شك
فلا يجوز نشرها بين المسلمين إلا لبيان أنها مكذوبة
والله تعالى أعلم  

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم