الثلاثاء، 11 مارس 2014

قصة مكذوبة : رجوع بلال للمدينة بعد أن رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورني ؟!



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فهذه قصة منتشرة بين الناس في المواقع وحتى في بعض المؤلفات وهي تحكي رجوع بلال رضي الله عنه للمدينة وأذانه فيها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم
وقد وجدتها منتشرة وقد زاد بعضهم فيها ونقص  وهي كالآتي :

لما دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه من فتح بيت المقدس وصار إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام ففعل ذلك , قال : وأخي أبو رويحة الذي آخى بيني وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل داريا في خولان , فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان فقال لهم : قد أتيناكم خاطبين وقد كنا كافرين فهدانا الله , ومملوكين فأعتقنا الله , وفقيرين فأغنانا الله , فإن تزوجونا فالحمد لله , وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله , فزوجوهما ثم إن بلالا رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له : ما هذه الجفوة يا بلال , أما آن لك أن تزورني يا بلال . فانتبه حزينا وجلا خائفا , فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه , فأقبل الحسن والحسين فجعل يضمهما ويقبلهما , فقالا له : يا بلال , نشتهي نسمع أذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد , ففعل فعلا سطح المسجد فوقف موقفه الذي كان يقف عليه , فلما قال : الله أكبر الله أكبر , ارتجت المدينة , فلما أن قال : أشهد أن لا إله إلا الله , ازداد رجتها , فلما أن قال : أشهد أن محمدا رسول الله , خرجت العواتق من خدورهن وقالوا : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم , فما رؤي يوما أكثر باكيا ولا باكية بالمدينة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك اليوم

 انتهت الرسالة وبعضهم زاد فيها الفاظاً أخرى من عنده 

أقول :  وهذا الخبر كذب موضوع لا أصل له صحيح البتة 

قال ابن عبد الهادي في الصارم المنكي ص 382 : غريب منكر .
وقال ابن حجر في اللسان : بينة الوضع
وغيرهم
فهذا الخبر مكذوب لا يجوز نشره
وتركه للآذان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم له أصل يحتاج إلى بحث مستقل
إنما المقصود هذا السياق المنتشر بين الناس.

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم