الخميس، 10 يوليو 2014

[ دع الأيام تفعل ما تشاء , وطب نفساً إذا حكم القضاء ] لا تصح عن الشافعي ولا أصل لها عنه !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقد انتشر بين الناس أن الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى قد قال هذه الأبيات :
[ ​​​ دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثة الليالي فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ ]  انتهى وبعضهم يزيد فيه وينقص .

أقول : وهذه الأبيات لا تصح عن الشافعي بحال بل هي محض كذب نسب إليه  ولم ينسبها أحد إليه إلا في القرون المتأخرة ولم أقف عليها بعد طول بحث في أي كتاب متقدم لا عن الشافعي ولا عن غيره , والعجب كل العجب من تتابع المعاصرين على نسبتها للشافعي بالجزم وانتشار ذلك بين الناس وهو أمر لم أقف له على أصل ولم أجد أحد ممن نسبها له ذكر مصدرها !
بل العجب أني لم أجدها منسوبة حتى  إلى غير  الشافعي .
بل الناس يذهبون يسألون عن جواز ترديد مثل هذه الأبيات وهل معناها صحيح أم لا ؟!
ويقولون إذا كانت خطأ عقدياً فكيف يقولها مثل الشافعي ؟!
والأمر لا يصح من أصله والله المستعان

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم