الأحد، 20 أبريل 2014

أبيات مكذوبة منتشرة عن علي رضي الله عنه مطلعها : محمد النبي أخي وصهري ....وحمزة سيد الشهداء عمي !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فهذه أبيات مكذوبة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ينشرها بعض الوعاظ و القصاصين ومنهم : محمد بن حسان الذي يكثر من ترديدها في أشرطته وخطبه وكأنها في صحيح البخاري !!

  ولا تصح سنداَ ومنكرة متناً وفيها أبيات منكرة جداً موضوعة مكذوبة  وهي كالآتي
[محمد النبي أخي وصنوي ... وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يمسي ويضحي ... يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي ... مسوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها ... فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الإسلام طفلاً ... غلاماً ما بلغت أوان حلمي
إلى هنا يذكرها القصاصون وبعض الناس
وفي المصادر يزيدون فيها :
وأوجب بالولاية لي عليكم ... رسول الله يوم غدير خم
فويل ثم ويل ثم ويل ... لمن يلقى الإله غداً بظلمي ] انتهى
وهذا الهذيان كذب لا محالة يستحيل أن يقوله علي رضي الله عنه وبعضهم يزيد فيها وينقص
وأقدم من ذكرها فيما وقفت عليه ابن المغازلي وهو رجل ضعيف صاحب أسمار .
قال في كتابه [ 458 ] :  أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان إذناً، حدثنا أبو الحسين أحمد بن الحسين قال: أنشدني أبو محمد لؤلؤ بن عبد الله قال: قرأت على أبي عمر الزاهد لأمير المؤمنين عليه السلام لله در القائل: فذكرها .
أقول : ابن طاوان رجل مجهول لم يوثقه أحد , وأبو الحسين هذا أظنه ابن السماك وهو كذاب معروف
ولؤلؤ مجهول أيضاً .
فهذه الأبيات محض خرافة لا وجود لها إلا في أذهان هولاء.

ورواها ابن عساكر في حكاية طويلة منكرة , من طريق أبو بكر بن دريد وهو صاحب أسمار ولم يكن عدلا , وقال الدراقطني تكلموا فيها عن رجل مجهول عن أبي عبيدة معمر بها وهي معضلة إذ أن أبا عبيدة بالكاد سمع هشام بن عروة
فهذا الإسناد واهي أيضاً.

وقال السفاريني : قَالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ الْبَيْهَقِيُّ: إِنَّ هَذَا الشِّعْرَ مِمَّا يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُتَوَانٍ فِي عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حِفْظُهُ لِيَعْلَمَ مَفَاخِرَهُ فِي الْإِسْلَامِ. انْتَهَى.
أقول : هذه الكلمة لم أجدها في كتب البيهقي , وقوله ( يجب ) من أعجب العجب إن صحت عنه .

وقال الشيخ سليمان بن سحمان في تنبيه ذوي الألباب السليمة [ ص 24 ] : فهذه المفاخرة التي ذكرها الشارح – يعني السفاريني - لم يذكرها عن علي رضي الله عنه بسند صحيح ولا حسن ولا ضعيف ولا عزاها إلى شيء من الكتب المعتمدة ولا ذكرها عن أحد من أئمة أهل الحديث ولا غيرهم .
فالأشبه بها أن تكون من أوضاع الرافضة والصحابة رضي الله عنهم لم يكن من هديهم وأخلاقهم التفاخر بينهم بالأحساب والأنساب.
 بل كان السلف رضوان الله عليهم ينهون عن الفخر والخيلاء والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق كما هو مذكور في عقائد أهل السنة والجماعة.
 وعلي رضي الله عنه أخشى لله وأتقى له من أن يفتخر بهذه المفاخرة على أحد من الصحابة رضي الله عنهم على ما ذكره الرافضي أنه افتخر بذلك على أهل الشورى أو على معاوية لما بلغته مفاخرته كما ذكره السفاريني .انتهى.
ثم ذكر أن شيخ الإسلام قال إن هذه الأبيات موضوعة في منهاج السنة ولم أقف على كلامه.
وقد صدق الشيخ ابن سحمان رحمه الله في كونها كذب بدون أن يقف على إسنادها , وهذا فرق الرجل العالم بطريقة الصحابة والسلف وهديهم وبين الجاهل الذي يردد كل ما يسمع بلا فقه ولا علم 

والخلاصة : لا يجوز نشر مثل هذه الأبيات بين المسلمين إلا لبيان حالها وأنها كذب موضوعة .


هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم