الاثنين، 7 أبريل 2014

إعتقاد باطل ينشره بعض القبورية أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس له ظل وأنه خلق من نور !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه 
أما بعد :



أخرج الحكيم الترمذي من طريق عبد الرحمن بن قيس الزعفراني عن عبد الملك بن عبد الله بن الوليد عن ذكوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرى له ظل في شمس ولا قمر ولا أثر قضاء حاجة.
الخصائص الكبرى للسيوطي (1/122).
عبد الرحمن بن قيس الزعفراني كذاب وضاع.
انظر ترجمته في تهذيب المزي (17/364/3939) .
وذكوان تابعي, والراوي عنه لم أجد ترجمته.

وقال هراس في تعليقه على الخصائص : لم ترد هذه الخصوصية في شيء من الصحيح ولا نظنها صحيحة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان جسداً يأكل ويشرب وله صفات الأجساد وإذا فرض أنه لم يكن لجسده ظل فما بال ثيابه ؟! .انتهى


وقال أحمد بن عبد اللَّه الغدافي أخبرنا عمرو بن أبي عمرو عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللَّه عنه: لم يكن لرسول اللَّه ظل، ولم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوء الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوءه على ضوء السراج.
"إمتاع الأسماع" للمقريزي (2/170).
محمد بن السائب هو الكلبي كذاب.
انظر ترجمته في تهذيب المزي (25/246/5234).

فلم يرو من وجه يصح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له ظل, وإنما يشيع هذا بعض غلاة المتصوفة -أو من تأثر بهم- ممن يعتقدون أنه عليه الصلاة والسلام مخلوق من نور.

وقد روي في بعض الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم كان له ظل:

فقد روى ابن خزيمة (892) والآجري في الشريعة (940) والطبراني في مسند الشاميين (2087) ومحمد المقدسي في المختارة (2136) والحاكم (8408) والطحاوي في شرح المشكل(5762) من طرق عن عبد الله بن وهب قال: حدثني معاوية بن صالح، عن عيسى بن عاصم، عن زر بن حبيش، عن أنس بن مالك قال:

صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، قال: فبينما هو في الصلاة مد يده ثم أخرها، فلما فرغ من الصلاة، قلنا: يا رسول الله! صنعت في صلاتك هذه ما لم تصنع في صلاة قبلها؟ قال:

"إني رأيت الجنة قد عرضت علي ورأيت فيها دالية، قطوفها دانية، حبها كالدباء، فأردت أن أتناول منها، فأوحي إليها أن استأخري، فاستأخرت.
ثم عرضت علي النار، بيني وبينكم حتى رأيت ظلي وظلكم فأومأت إليكم أن استأخروا .. الحديث.
وهذا لفظ ابن خزيمة.
وموضع الشاهد منه قوله: (حتى رأيت ظلي)

وجاء عند أحمد –ط.الرسالة- (26866) من حديث ثابت عن سمية أو شميسة وفيه:
فلما كان شهر ربيع الأول، دخل عليها، فرأت ظله، فقالت (أي: زينب): إن هذا لظل رجل، وما يدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم، فمن هذا؟ فدخل النبي صلى الله عليه وسلم .. الحديث.


وعنده (25002) بلفظ: بينما أنا يوما بنصف النهار، إذا أنا بظل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل.
وهذا الحديث فيه مقال.
وقد كان عليه الصلاة والسلام يستظل ويبتغي الظل كبقية الناس، وكان صحابته الكرام كذلك يبتغون له الظل، فليس من نور كما يزعمون:
ففي حديث أنس رضي الله عنه في صحيح البخاري (2758) أنه صلى الله عليه وسلم كان يدخل حديقة بيرحاء ويستظل بها.

وفي البخاري (3612) من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بُردةً له في ظل الكعبة .. الحديث.

وفي حديث يعلى بن أمية رضي الله عنه في البخاري (4329) أنه جاء وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبٌ قد أُظلَّ به.. الخ.
وغيرها كثير.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ورضي عنه كما في مجموع الفتاوى 11/94 : وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُلِقَ مِمَّا يُخْلَقُ مِنْهُ الْبَشَرُ ؛ وَلَمْ يُخْلَقْ أَحَدٌ مِنْ الْبَشَرِ مِنْ نُورٍ .
 بَلْ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ مِنْ نُورٍ ؛ وَخَلَقَ إبْلِيسَ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ؛ وَخَلَقَ آدَمَ مِمَّا وَصَفَ لَكُمْ } وَلَيْسَ تَفْضِيلُ بَعْضِ الْمَخْلُوقَاتِ عَلَى بَعْضٍ بِاعْتِبَارِ مَا خُلِقَتْ مِنْهُ فَقَطْ ؛ بَلْ قَدْ يُخْلَقُ الْمُؤْمِنُ مِنْ كَافِرٍ ؛ وَالْكَافِرُ مِنْ مُؤْمِنٍ ؛ كَابْنِ نُوحٍ مِنْهُ وَكَإِبْرَاهِيمَ مِنْ آزَرَ ؛ وَآدَمُ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ طِينٍ : فَلَمَّا سَوَّاهُ ؛ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ؛ وَأَسْجَدَ لَهُ الْمَلَائِكَةَ ؛ وَفَضَّلَهُ عَلَيْهِمْ بِتَعْلِيمِهِ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ وَبِأَنْ خَلَقَهُ بِيَدَيْهِ ؛ وَبِغَيْرِ ذَلِكَ . فَهُوَ وَصَالِحُو ذُرِّيَّتِهِ أَفْضَلُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ ؛ وَإِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ مَخْلُوقِينَ مِنْ طِينٍ ؛ وَهَؤُلَاءِ مِنْ نُورٍ . وَهَذِهِ " مَسْأَلَةٌ كَبِيرَةٌ " مَبْسُوطَةٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ . انتهى

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم